ارتفعت حدة الأزمة مرة أخرى في منطقة التنقيب بالبحر المتوسط، بين مصر وقبرص واليونان من جهة، وتركيا من جهة أخرى، بعدما أعلنت أنقرة إرسال سفنها للبحث عن النفط في تلك المنطقة. وأكدت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية السبت، أنها تتابع باهتمام وقلق التطورات الجارية حول ما أُعلن بشأن نوايا أنقرة البدء في أنشطة حفر غرب جمهورية قبرص. وحذرت مصر في بيانها من انعكاس أية إجراءات أحادية على الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط، مؤكدة على ضرورة التزام أي تصرفات لدول المنطقة بقواعد القانون الدولي وأحكامه. خريطة المنطقةتقع منطقة شرق البحر المتوسط على الحدود بين كل من مصر وفلسطين والاحتلال الاسرائيلي، والأردن، وقبرص واليونان، لبنان، سوريا، تركيا. إلا أن الحقول المكتشفة في السنوات الأخيرة، كانت بالقرب من المياه الاقليمية الفلسطينية، والمصرية، إلى جانب اليونان وقبرص المحتلة من تركيا، وهو ما جر معه اتفاقية إعادة ترسيم الحدود بين الدول الثلاث الأخيرة. من أبرز الاكتشافات، هي حقل ظهر المصري، ويقدر بحتياطي 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، وحقل “أفروديتي” في قبرص. وتسيطر حكومة جمهورية قبرص على ثلثي الجزيرة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط فقط، ويسيطر على الثلث الشمالي منها إدارة انفصالية مدعومة من تركيا. وتجري جمهورية قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، عمليات لتطوير حقول الغاز البحرية ووقعت صفقات مع شركات الطاقة العملاقة، إيني، وتوتال، وإكسون موبيل، لإجراء أعمال الحفر الاستكشافية. ماذا حدث؟بعدما أعلنت تركيا إرسال سفن للتنقيب في المنطقة، أصدرت قبرص مذكرات اعتقال دولية اليوم بحق طاقم سفينة تنقيب تركية عن الغاز الطبيعي في “المنطقة الاقتصادية الخاصة” بنيقوسيا. وقال وزير الخارجية القبرصي فاسيليس بالماس لمحطة أكتيف الإذاعية إن مذكرات الاعتقال صدرت لأن الطاقم كان يجري بحثا دون موافقة حكومة نيقوسيا. وحذر بالماس من “أنه من الممكن إلقاء القبض على المتورطين في أنشطة غير مشروعة” ، وقالت وزارة الخارجية إنها سوف تثير القضية في قمة الاتحاد الأوروبي المقررة يوم الخميس المقبل. فيما أصدرت الخارجية المصرية بيانًا حذرت فيه تركيا من اتخاذ أي إجراء أحادي الجانب فيما يتعلق بأنشطة حفر أعلنتها في منطقة بحرية غرب قبرص. وقالت الخارجية إن اقدام تركيا على أي خطوة دون الاتفاق مع دول الجوار في منطقة شرق المتوسط، قد يكون له أثر على الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكدت ضرورة التزام كافة دول المنطقة بقواعد القانون الدولي وأحكامه. وأصدرت تركيا الإثنين، بيانًا أكدت فيه التمسك بموقفها بشأن مواصلة التنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة سواحل قبرص رغم انتقادات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. فيما قال الرئيس التركي، إن بلاده قد تشاور حلفائها في الناتو، الذين لن يتأخروا في الدفاع عن حقوق حليفتهم بالمنطقة. قلق دوليالتصعيد الأخير من جانب تركيا، وما أعقبه من رد مصري، جعل المجتمع الدولي متخوفًا مما يحدث في منطقة المتوسط. أعربت فيديريكا موجيريني، المنسقة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي عن “قلقها الشديد” إزاء اعتزام تركيا التنقيب داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص. وتتمركز السفينة على بعد 60 كيلومترا غرب قبرص. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد وصفت أمس الأحد خطوة أنقرة بأنها “استفزازية للغاية وتخاطر بإثارة التوترات في المنطقة. ونحث السلطات التركية على وقف هذه العمليات، ونشجع جميع الأطراف على التصرف بضبط النفس.